وجهاء المسلمين وسبل النصح لهم في ضوء السنة النبوية

Authors

  • الأستاذ المساعد الدكتور سامي سمير عبد الفتاح
  • الأستاذ المساعد الدكتور محمد عبد الله علي جياش
  • الأستاذ المساعد الدكتور علي علي جبيلي ساجد

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،

فقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا وبشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لأمته، والتمس لتبليغهم ونصحهم أفضل الوسائل وأعلاها، مراعيا في ذلك طبيعة الفطرة التي خلقهم الله عليها، ومنتبها لسنن الله في عباده فبلّغ ونَصَح ودخل الناس في دين الله أفواجا، كل يجد في هذا الدين عزّه ونصره  وكرامته.

ومن سنن الله في خلقه أن فضل بعض الناس على بعض. وأن رفع بعضهم فوق بعض درجات على سبيل الابتلاء بالنعمة لمن أعطيها، والابتلاء بالنقص لمن حرمها. وهذا عام في كل النعم، يشمل على سبيل المثال: نعمة العقل، نعمة المال، نعمة الحكم، نعمة الحسب والنسب؛ فكلها نعم الله ابتلى من شاء بوجودها، وابتلى غيره بفقدها رحمة منه وفضلا. قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) وبالتأمل في الآية السابقة نجد أن: التفضيل بين عباد الله ثابت وواقع يراه كل ذي بصر وبصيرة، وأنه أمر قسمه الله بين عباده، وأن الغرض من هذا التفضيل أن يتخذ بعضهم بعضا سخريا، وأن هذا الأمر كله رحمة، ورحمة ربك خير مما يجمعون ويكنزون. وقد جرت عادة العرب في قديمهم على تسمية من أنعم الله عليهم بنعم ظاهرة باسم: الوجهاء، أو ذو الهيئات. وفي زماننا يُسَمّون باسم: صفوة المجتمع.

Downloads

Published

2022-01-03