مرويات حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب في "السنن الأربعة" دراسة منهجية نقدية

Abstract

سلك أصحاب الكتب الستة منهجا دقيقا رصينا وطريقة علم ية عميقة في تصنيفهم هذه الكتب من حيث اختيار الرواة جرحا
وتعديلا، والأسانيد اتصالا وانقطاعا، والمتون صح ة وضعفا ، ثم صارت هذه المصنفات الحديثية المرجع الأسا س في معرفة أحاديث
رسول الل صلى الل عليه وسلم . أما الصحيحان فهما أصح تلك المصنفات؛ لقوة شروط الشيخي وشدة تحريهم ا في اختيار مادة
الكتابي ، ثم جاءت بعدهما في الرتبة "السنن الأربع ة"؛ لكون شروطهم أخف من شر وطهم ا؛ فوجدت فيها أحاديث ضعيفة نتيج ة فقد
شرط من شروط الحديث المقبول؛ فلذلك كثر عليها الانتقاد من قبل العلماء . لفتت هذه الظاهرة ان تباه الباحثي في الحديث الن ب وي
وجعلتهم يتساءلون عن سبب إخراجهم لهؤلاء الرواة ومروياتهم مع معرفتهم بأحوال الرجال والأسانيد والمتو ن وتضلعهم به ا. بناء على
ذلك، أجريت الدراسات ا ولبحوث المبنية على المنهج الاستقرائي ثم التحليل ي النقدي حو ل مثل هذه الجزئيات في "السنن الأربعة" ؛
لمعرفة مناهج أصحابها وأغراضهم وطرائقهم في اختيار هؤلاء الرواة وإيراد مروياتهم كيفا وكما. انطلاقا من هذا المنطلق، ج اءت فكرة
هذا البحث لدراسة مرويات حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب في "السنن الأربع ة" كنموذج ؛ للاختلا ف الحاصل بي العلما ء - -
والباحثي حول رتب ة حماد بن سلمة في الجرح والتعدي ل، وحال سماعه عن عطاء بن السائ ب الذي قد تغير حفظه واختلط: هل هو قبل
اختلاطه، أو بعده، أ و سمعه في الحالتي ؟ قد تم اختيا ر "السن ن الأربعة " ميدا ن للدراسة؛ لأهميته ا ومكانتها ؛ إذ هي م ن الكت ب
الأمها ت الأصول ، وعليه ا معول الفقها ء في الاحتجا ج والا ستدلا ل في المسائل الديني ة من كل جوانبه ا. توصل البحث إلى أن جمهور
المحدثي على أن سماع حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب كان قبل الاختلاط. ومع ذلك، ليس لهذه السلسلة في "السنن الأربعة" إلا
ستة أحاديث، وهي صحيحة، وفي بعضها اختلاف في الرفع والوق ف ولها ما يشدها من متابعات وش واهد. هذه المعطيات تدل عل ى
أن أصحاب "السنن الأربعة" قد أخرجوا لهذه السلسلة على علم ودراي ة، ولي س عن ذهول وغفلة .