كتاب "تحفة الأريب في الرّدّ على أهل الصّليب" للقسّ إنسيلم ترميدا المشهور بعبد الله التّرجمان. المحتوى والرّسالة
Keywords:
الإسلام، المسيحيّة، التّوبة، الأربعة الّذين كتبوا الأناجيل، الاختلاف، كذب، افتراق، فساد.Abstract
الوقوف على بعض محطّات التّاريخ، لا يطمئن الإنسان في دينه فقط، بل يساعده أيضًا على أن يكشف مدى قوّة هذا الدّين وصلابته أمام كلّ التّحدّيّات عبر القرون، سواء كانت تحدّيّات الوثنيّين، أو تحدّيات اليهود أو تحدّيات النّصارى. وإذا كان اليهود قد تحدّوا الإسلام واعتزّوا بكبار علمائهم فسلّ منهم الله أعلم علمائهم وهو عبد الله بن سلام وأدخله في الإسلام، ثمّ انقلبوا على أعقابهم يقولون عكس ما كانوا يقولون فيه، فأسقطوا أمام أنفسهم بالفضيحة، فإنّ عبد الله التّرجمان، كان يمثّل نفس الشّخصيّة عند النّصارى وحصل له ما حصل لعبد الله بن سلام تماما في قصّته هذه. وهذا البحث يأتي لتقريب صورة كتابه الموسوم بــــــ "تحفة الأريب في الرّدّ على أهل الصّليب" والّذي يبيّن فيه سبب توبته الّذي هو نفس سبب تأليفه لهذا الكتاب، كما يردّ فيه على النّصارى في مختلف مسائلهم العقديّة بأدلّة من كتبهم....وقد قسّمته إلى مقدّمة وثلاثة مباحث، يتناول المبحث الأوّل: ترجمة المؤلّف ووصف كتابه، والمبحث الثّاني: في محتوى الكتاب، والمبحث الأخير: في رسائل الكتاب، ونظرا لأنّ طبيعة البحث هو وصف لمحتوى هذا الكتاب واختصاره للقارئ، فإنّ المنهج الّذي اختاره الباحث للنسج على قالبه، هو المنهج الوصفي. وقد آثرت فيه إبقاء العزو إلى الأناجيل الأربعة على الصّيغة الّتي أوردها المؤلّف في كتابه فقط؛ أي ذكر المرجع وعدد الصّفحات بالحروف بدل الأرقام. وممّا يتوصّل البحث إليه من نتائج، هو أنّه يزيدنا قناعة بالآيات القرآنيّة وفهمها حين تتكلّم عن اليهود والنّصارى، منها"ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم"، ومنها:"...ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الّذين قالوا إنّا نصارى"، كما أنّه يؤكّد لنا صلابة الدّين الإسلامي وقوّة أدلّته في مواقف التّناظر والمقارعة بالحجج، بينما الظّاهر من دين النّصارى خلوّه عن هذه القوّة مع اشتماله على التّناقضات الكثيرة الّتي تجعل المناظر منهم لا يقوى في ميادين التّناظر. وعلى هذا فمن الأهمّية جدًّا بمكان، أن تتضافر الجهود الإسلاميّة لدعم وتقوية الأنشطة الّتي يقدّمها بعض الدّعاة في مجال مقارنة الأديان.