الأنساق الأدبيّة في وصف فتح القدس على يد صلاح الدّين الأيّوبي ودورها في تعزيز مبدأ التّفاؤل
Keywords:
الأنساق الأدبيّة، فتح بيت المقدس، صلاح الدّين، التّفاؤل.Abstract
تمرّ الأمّة الإسلاميّة اليوم بأصعب فتراتها التّاريخيّة، فقد تفكّكت الخلافة الإسلاميّة وانفلت من أيدي المسلمين أزمّة كثير من الممتلكات والإنجازات الّتي كانوا حقّقوها في الماضي عبر التّاريخ، ويأتي على طليعة هذه الممتلكات المنفلتة، إدارة بيت المقدس وأكنافه، غير أنّ هذه المرحلة الّتي تكاد قلوب الكثير أن تزيغ من هول ما يرون ويسمعون عمّا يحدث لإخواننا في فلسطين، لم تكن الأولى من نوعها؛ فلربما ما حدث أيّام دخول الصّليبيّين القدس عام 492هـــ وما اركتبوه من جرائم ومذابح بحقّ المسلمين وفي أقلّ من أسبوعين فقط، يفوق ما يحدث في غزّة اليوم بثلاثة أضعاف، فقد قتلوا ما لا يقلّ عن مائة ألف مسلم وسبحوا في دمائهم بخيولهم ثمّ عاثوا في البلاد دمارًا وفسادا استمرّا قرابة مائة سنة، حتّى أخرجهم منها صلاح الدّين الأيوبي وهم صاغرين. وفي فتح صلاح الدّين للقدس وما حدث خلاله من مواقف ومقالات وأشعار، دروس وعبر كثيرة تستلهم الثّقة بالله وتشحن النّفوس بالإيمان والأمل بأنّ كلّ ما نسمعه ونشاهده سيمرّ وتنوب عنه الفرحة والتّوفيق للأمّة الإسلاميّة، ويأتي هذا البحث ليقف على جزئيّة مهمّة من النّصوص الّتي تناولت فتح صلاح الدّين للقدس، ألا وهي النّصوص الأدبية الّتي تشابهت في وصفها لهذا الفتح وما حوله وإن كانت من كتّاب أو شعراء مختلفين، تلك النّصوص الّتي لو تمثّلت صورتها مجتمعة لدى المرء، يرى الفتح المبين قريبا لبيت المقدس وإعادة الهيبة والمكانة للإسلام والمسلمين. وقد قسّمه الباحث إلى مقدّمة وثلاثة محاور وخاتمة، يتناول المحور الأوّل منها: فتح القدس في عهد صلاح الدّين تاريخه وممهّداته، والثّاني: الأنساق الأدبيّة في الفتح وشحن نفوس الفاتحين، والثّالث: دور هذه الأنساق في بعث روح الأمل وتعزيز مبدأ التّفاؤل للأمّة. وقد انتهج الباحث فيه المنهج الوصفي لجمع النّصوص المتشابهة ووصفها ثمّ الاستنباط منها الدّورس. وقد توصّلت الدّراسة إلى أنّ الأنساق الأدبيّة المأثورة في وصف فتح القدس كثيرة، تنوّعت بين قصائد ومقالات ورسائل كتبت أيّام الفتح وقبلها، منها القصيرة جدًّا ومنها المطوّلة، وقد أثّرت بعضها في السّلطان صلاح الدّين نفسه حتّى كانت سببًا في أن يختار قائلها ليكون خطيبا في أولى جمعة أقميت في القدس، كما أنّها بصفتها التّشجيعيّة تلعب دورًا مهمّا لاستنهاض همم الأمّة وإبقاء أملها عبر التّاريخ.