حُقُوقُ الْمَرْأَةِ بَيْنَ خِطَابَاتِ الْمَغْلُوبِيَّةِ وَجِدِّيَّةِ الطَّرْحِ (قِرَاءَةٌ نَقْدِيَّةٌ مِنْ خِلَالِ كِتَابِ الْوَجْهِ الْعَارِي لِنَوَال السَّعْدَاوِيِّ)
Keywords:
الوجه العاري للمرأة العربيّة، الختان، تقييد البنتا بأخلاق، تأليه المرأة، نسبة الولد لأبيه بدل أمّه، الإسلام والمسيحيّة، حقوق المرأة، تحرير المرأة.Abstract
إن كان المنفلوطي في نظراته بكى المرأة ومظلوميتها في المنظومة الاجتماعيّة، ودعا إلى ترك ظلمها، وإلى الإحسان والرّحمة والعدالة والوفاء معها، وناشد المجتمع أن يقدّر عقول الإناث ويحترمهنّ، وانتقد الزّواج الإجباري والمبكّر. وربط قاسم أمين حالة المرأة في الهيئة الاجتماعيّة بحالة الآداب فيها؛ فبقدر تقدّم أي أمّة من الأمم أو تطوّرها يكون احترام المرأة فيها وارتقائها، وبقدر تغلغلها في الجهل والتّخلّف واتّصاف عادتها بالبدائيّة كان استغلال المرأة كثيرًا فيها ربما يصل لدرجة العبوديّة أو السّلعة الّتي تباع وتشترى وتورث...، فإنّ نوال السّعداوي تعدّ المرأة مظلومة اجتماعيًّا من نواح عدّة، ينتج هذا الظّلم من خوف الرّجل من انفجار قوّة المرأة الّتي تفوق قوّتَه، وأنّه ليست القوانين الاجتماعيّة المختلفة الّتي توضع أمام المرأة إلاّ بسبب هذا الخوف من الرّجل أن تتحرّر المرأة من قيوده. وترى أنّ الثّقافة العربيّة والإسلاميّة حوّلتا المرأة إلى سلعة، لكنّهما ليستا وحدهما في ذلك، بل تشاركهما الثّقافة الغربيّة والمسيحيّة وتبزّها شدّة وفدحًا. وهذه الدّراسة تأتي لتلقي الضّوء على الجوانب الّتي ترى الكاتبة أنّ المرأة مظلومة فيها اجتماعيًّا ودينيًّا، وتجيب على عدّة تساؤلات وطروح طالما حيّرت العامّة حين تطرح من أناس يفترض أن يكونوا مثقّفين بحجم السّعداوي، معرّجًا قبل ذلك على بعض النّماذج في الكتابات العربيّة الّتي تناولت حقوق المرأة قبل السّعداوي، مستعملاً في ذلك آليات نقديّة مختلفة تشمل الإجابة بالنّصوص الدّينيّة والأدلّة العقليّة والتّاريخيّة وإلزام الخصم بلازم قوله، وقد اختار الباحث لهذه الدّراسة عنوان: حُقُوقُ الْمَرْأَةِ بَيْنَ خِطَابَاتِ الْمَغْلُوبِيَّةِ وَجِدِّيَّةِ الطَّرْحِ(قِرَاءَةٌ نَقْدِيَّةٌ مِنْ خِلَالِ كِتَابِ الْوَجْهِ الْعَارِي لِنَوَال السَّعْدَاوِيِّ)، منتهجًا في تناولها المنهج الوصفي والتّحليلي. وقد قسّم الباحث هذا العمل إلى مقدّمة ومبحثين وخاتمة. المبحث الأوّل:حقوق الْمرأة في الكتابات االعريّة قبل نوال السّعداوي(قاسم أمين والمنفلوطي نموذجان)، المبحث الثّاني: حقوق المرأة عند نوال السّعداوي قِرَاءَةٌ نَقْدِيَّةٌ مِنْ خِلَالِ كِتَابِها الْوَجْهِ الْعَارِي. وممّا توصّلت الدّراسة إليه من نتائج، هي: أنّ كثيرا من أحكام نوال السّعداوي تسبق تحقيقها في الأحداث الّتي ناقشتها، إمّا لكسل منها في البحث أو لتأثّر مسبق وانهزام أمام التّيّارات الفكريّة الغربية المناهضة للمنهج الإسلامي والاجتماعي السّليم في الحياة، على أنّها مع ذلك لامست من الموضوعات الحسّاسة في المجتمعات البشريّة ما لم تحظ حتّى الآن بحقوقها الكاملة من الدّارسين والباحثين وقادة الدّول المعنيّة.